اسامي الكتب

  • حسين عطوان..الشعراء الصعاليك في العصر العباسي الأول.pdf

الأربعاء، 16 نوفمبر 2011

الشعر في العصر العباسي ..



أما العصر العباسي ، عصر الترف والبذخ والتأنق ، فقد رقَّت فيه طباع الشعراء

و ارتقَت أذواقهم بالمخالَطَة ، فظهر ذلك في أشعارهم ، فعمدوا إلى وصف الخمر

ومجالس الأنس وحدائق القصور .

ودَرَّس علماء المسلمين الشعر ، فحَصَر الخليل بن أحمد أوزان الشعر في

15 بحراً ، ثم زاد عليها الأخفش بحراً واحداً وسمّاه الخبَب ، فأصبحت 16

وهو ما عُرِف بعلم العروض .



وظهرت الصالونات الأدبية ، وكانت المساجلات الشعرية ، والمناظرات الدينية

والمناقشات الأدبية تَجري في معظم الأحيان في حضرة الخلفاء العباسيين الذين

كان بعضهم شعراء ، وأغدَقوا الأموال على الشعراء ، فتزاحموا على أبوابهم .


نبغ عدد كبير من الشعراء في العصر العباسي ، من أشهرهم " أبو نواس "

وهو ممن أذاع القول في الخمر والغزل والصيد ، و" أبو العتاهية " الذي برَع

في فنون الشعر واشتهر بالغزل الرقيق والحكمة والموعظة .

وأيضاَ " أبو تمام " ، الذي اشتهر بنزعته العقلية والفلسفية في الشعر

وتلميذه " البحتري " ، الذي ضُرب فيه المثل ، ويُقال أن كلامه يجمع

الجزالة والحلاوة والفصاحة والسلاسة ، ويُقالُ أيضاً ان شعره كتابة

معقودَة بالقوافي .

ولا يفوتني أن أذكر " ابن الرومي " الذي يقول عنه ابن خلِّكان ، أنه

يغوص بحثاً عن المعاني النادرة فيستخرجها من مكانها ، ويُبرزها

في أحسن صورة .


ولما استلم زمام الأمر العنصر العَجَمي في الدولة العباسية ، ضعف أمر

الشعر ، حتى إذا قامَت دولة بني حمدان وهم عربٌ ، عاد الشعر إلى مكانته

ورونقه ، ورعاه سيف الدولة الحمداني ، وقد كان شاعراً وأديباً ، وكان يرى

أن إعطاء الشعراء من فروض الامراء .

واشتهر في عصره عدد كبير من الشعراء كأبي فراس الحمداني ، وأبي الطيب

المتنبي الذي كان نادرة الفلك وواسطة عقَد الدهر في صناعة الشعر ، ثم هو

شاعر سيف الدولة الذي رفع من قدره وألقى عليه شعاع سعادته حتى سار

ذكره مسير الشمس والقمر ، وسافر كلامه في البدو والحضر ، فهو

الذي قال :

وما الدهر إلا من رواة قصائدي ..... إذا قلتُ شعراً أصبح الدهرُ مُنشِدا

فسارَ به مَن لا يسيرُ مُشَمِّرا ...... وغنّى به مَن لا يُغَنّي مُغَرّدا
                                              المصدر
http://www.shatharat.net/vb/showthread.php?t=14573

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق